
في رواية ولا هم يحزنون
سمير عبد الباقي يفضح الفساد
أذهلني هذا النص من حيث الموضوع ونوعية الكتابة وكثرة الأسئلة التي يطرحها النص الروائي ( ولا هم يحزنون ) للشاعر والأديب سمير عبد الباقي والبنيه العامة لهذا النص أنه يتكون من ثلاثة أقسام لكني أري أنهما قسمان.
ففي البداية يعكس الكاتب انه حصل علي منحة للتفرغ حتي يكتب نصا لأن مشكلته الأساسية قتل الذبابة التي تعوقه عن الكتابة . فالذبابة هنا تصبح مشكلته ، وينبغي قتلها عن طريق الكتابة وألامر لايقف عند هذا الحد . وسنجد أن هذة الذبابة ستتخذ دلالات كثيرة ترمز الي الأعاقة فتصبح هي التي تتخلق من القاذورات ومواطن العفن الموجودة في الوطن حيث الشهداء في فلسطين أي انها تحمل المعوق الأساسي وهو الأستعمار . ولا يجد المرء سوي أستغلال طاقته في ( هش ونش ) الذباب لكن الأستعمار ليس من السهل ( هشه ونشه ) .
فهناك مقاومة لهذة المطاردة التي تعوق الأبداع والسؤال . هل سيقتل الكاتب هذه الذبابة عندما يروي سيرته في ( ميت سلسيل ).
ونعتبر هذا الجزء الثاني من الرواية نوع من المقاومة لهذة الذبابة المعوقة للأبداع ولحرية الشعوب ولجلاء الأوطان .
فهذه السيدة ، هي سيدة الأعتراف كما تعارف عليها ، وعملية السيدة هذه لا تخلو من أوهام . فهي تخضع لأنتقاء وتركيب يقوم بها الشخص الواعي ليقدم صورة عن ذاته وتكون صورة مطابقة . فهو يلتقط بعض الذكريات ويقدمها .فقد قدم لنا سمير صورة غيرية وليست ذاتيه فقط لأن الأنا هو جزء لا يتجزأ ، سيدة الوطن بكل مفاسده وبالتالى لنا الأنا والأخر في هذه السيره ، وللعلم كتبها فى ثلاثة أيام .
وتضم ثلاثة أحداث هامة : موت الشيخ مقبل الذي كان أمين عام الأتحاد القومي وهو شيخ القرية والمتحكم فيها سياسيا وكان رجل مهابا يخشاه الناس ويعملون له ألف حساب ويشترط في إعداد الجنازه اللأئقة أطلاق حرية سالم المسجون السياسي الذ كان يدافع عن حقوق الفلاحين في القرية وكشف الفساد الذي تسبب فيه الشيخ مقبل الذي كان يقوم بسرقة الجمعية هو واتباعه فسالم هذا مناضل شيوعي عذب وسجن .
والقضية بالنسبة لزوجة مقبل أن تكون الجنازة موكبا رهيبا بالصورة الظاهرة له .
في حين تكون هناك مساع لنوال أخت سالم بان تحظي بزيارة له في السجن.
وينتهى النص بأن تتحول الجنازة لشبه ملهاة وأفراح . وبعد محاولات تنجح فى أن ترى شقيقها سالم من شباك السجن عن طريق زوجة أحد المسجونين رغم الصعوبات التى يسببها القائمون على السجن وأقارب الشيخ مقبل، ومن خلال هذين النصين للرواية يستعيد سمير عبد الباقى تراثا كبيرا من الفكاهة الوطنية الساخرة .
وهذان المشهدان – مشهد الجنازة ومشهد السجن – ينطويان على نوع من النقد الإجتماعى وإظهار المفارقة وتحقيق نوع من المقاومة التى لا يمكن أن تتسلط عليها السلطة بأى شكل