صلاة ريفيّة فى غرفة الإنعاش

وحدك بتخوضى معركة العمر اليائس
من غير فدائيين ومريدبن وفوارس
الجسد المنهك ساحة ميدان معركة مهجورة
انتهكت فيها كل المعايير البشرية
ومازال رافع الراية بيستنى وعد الأسطورة
رغم هروب العسكر مذعورة
وجفاف النهر البائس
فى رمل سراب الأمل الربانى
تحت سماء الصحراء الحلم المر
***
وحدك يا نجلاء زى الوطن المسكين
أيتام على حد السكين
حتى النسمة بتنهش حيّة
فى اللحم الحى
المندور للموت من عز طفولته
محكوم بالخوف
بيوسّع سكة للرعب الجاىّ
***
أسراب النمل الكيماوى الوحشى
زاحف بضراوة وإصرارينهش فى الكبد
وينشف فى الشرايين
فى صمت الأندال السفاحين
المخيفة وجوهم ورا أقنعة إنسانية
يتسلل فى تلصص بيمس عروقك
يخدعنا بأنابيب وسرنجات
متنكر فى ثياب بيضاء على شكل ملايكة
بيرطن بلسان التجار والخواجات
يفتى ف كل تخصص
يلهب بالكدب حروقك
وبكل تعالى وتفانى ينفّذ خطط الفشل الوطنى
وهزيمة المصريين
***
وأنا عاجز قدام مماليك الترك
ومزامانات الفيروس
ولوايح الغدر السرطانى
وأكياس الدم المتلوث
بملوعيونى شايف قواتك
راجعة من برية سينا المنتهكة أشلاء
بدون أى غطاء جوّى
أو جرعة ماء
أتحامى بخيالات الماضى
أحاول أحفظ أسماء الشهداء
كفوفى ما تلحقش
طيارات الغدر الخاين ما بترحمش
بتدفن فى الرمل الجمر المتضخم
أبو لبدة المدهش

وبكل الغل بتجمع فرافيت
الدب الكسلان
و حسن قرن الغول
و ريحانة و مرجانة و مشمش و أبو على و القرد و بنت السلطان
ولا بتفرقش
ما بين أحلام الأنس وهفوات الجان
الجيش المنصور كان خيالات
من قطن وقشم الضربة
الأولى سلم
وإيمانى الريفى ما حوقش
***
كافة سكك العتبة الخضرا مسدودة
ببتوع الخردة وخطب الكاسيت العدوانى
والأنفاس الباقية باتت محدودة
ولا تفرّحش
مش قادرة تجمّع صرخة حزن أخيرة



فى شهقة راحة
تبعت بيها رسالة رفض على استحياء
كل مداخل وساحات الوطن المهزوم جرداء
مهدودة
أستولى عليها الباعة الجوالين
تجار البالة ولصوص الأعضاء
أساتذة تحليل الدم
وأساتيذ تحليل الأنباء
النصّابين بشوات الهلع الجنسى
وشواذ الجشع الحسى
البهوات
حضرات البياعين
الخارجين من أرقى بُورَصْ العلم
والفنانين والشعرا الخونة
سماسرة خطط السلم
المأجورين الصياغة روشتات الأغوات
أطبّا الجهل السعداء بالفرص الذهبية
لبطولة الفيلم
هزيمة يونيه السابع
والستين
الهايجة بنى آدمين فى طرقات المستشفى الميرى
دهماء غوغاء
من أبناء المقهورين التعساء
بيدقوا طبول الموت
ويدسوا السم لأطفالهم فى عصير التوت
***
وأنتى ما بين الدور الرابع والأنعاش
لساك بتقاومى
كأن العالم يستاهل
بتقاوم القلب المتآكل والنفس المتهالك
وكأن الشبابيك المفتوحة
لساها بتشــوف ـ مصـــــر بــــــــــجد
والشعر مازال بيلاقى صور وحروف
بالساهل
وكأن الإنسان اللى لسة ف قلبه ذرة إيمان بالنصر
مش ميت خوف م النبأ العاجل
تايه فى ظلام الصمت المتواطئ
فى سراديب الحق الضايع
بيماطل
ويجادل ويحاول يتحامى فى تقاليع الماضى
بحواديت الإيمان
فى أمل الغفران
فى تقاليد الموت العادى السهل
البخلان بالحزن الإنسانى عليّه
حارمنى من راحة الجهل
مستكتر طعم الرحمة على بلادى
وأولادى
مصمم يهزمنا جميعاً
ونهائياً عاطل على باطل
على أقلّن من مهله
ولآخر حد
وكأننا مازلنا أحياء على رجلينا ماشين
على نغمة أغانينا
بنحب ونعشق
لسه وبنحس تراب هذا الوطن
المغدور القاتل